الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية: 230 سنة من معاهدة السلام والصداقة وعلاقات دبلوماسية متينة

أخبار بلا حدود- تحيي الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، في الخامس من سبتمبر 2025، الذكرى 230 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة التي جمعت بين البلدين سنة 1795، لتكون بذلك واحدة من أقدم الاتفاقيات الدبلوماسية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تشير العديد من المراجع إلى أن الجزائر كانت أول دولة اعترفت باستقلال أمريكا. معاهدة تاريخية أساسها الاحترام المتبادل نصّت ديباجة المعاهدة، التي نشرتها سفارة واشنطن بالجزائر، على أن "السلام الدائم والصداقة المخلصة" سيظلان قائمين بين الشعبين، مع التأكيد على أن سفن ورعايا الأمتين سيتعاملون بكل احترام وشرف. وقد أكدت السفارة أن العلاقات الجزائرية الأمريكية، الممتدة منذ أكثر من قرنين، تقوم على الاحترام المتبادل، وهي اليوم أقوى من أي وقت مضى. قوة الجزائر البحرية في القرن التاسع عشر في مطلع القرن التاسع عشر، وصف الدبلوماسي الأمريكي ويليام شالر قوة الأسطول الجزائري قائلاً: "كان الجزائريون في ذروة قوتهم وسمعتهم، حتى إن أعظم الدول البحرية كانت تسعى لصداقتهم، وكانت عظمتهم البحرية تضاهي بريطانيا العظمى." هذا الوصف التاريخي يعكس المكانة التي كانت تحتلها الجزائر في البحر الأبيض المتوسط آنذاك. تطور العلاقات الجزائرية الأمريكية عبر الزمن خلال الذكرى الـ225 للمعاهدة، أكدت الولايات المتحدة أن علاقتها بالجزائر ترتكز على قيم مشتركة، وتُعدّ شراكة متينة تعكس ريادة الجزائر في بناء جسور التواصل مع الجمهورية الأمريكية الناشئة. اليوم، تتسم العلاقات الثنائية بديناميكية متصاعدة، تشمل مجالات الاقتصاد، الدفاع، الطاقة، الفلاحة، والعلوم والتكنولوجيا. كما تشهد المبادلات التجارية والاستثمارية نموًا ملحوظًا، إلى جانب تعزيز التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي. نحو تقارب استراتيجي أوسع بحسب دراسة للباحثة سابينا هينبرغ من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن التطورات الجيواستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي قد تدفع إلى مزيد من التقارب الاستراتيجي بين الجزائر وواشنطن. هذا التقارب يشمل التعاون الدبلوماسي والعسكري، إضافة إلى التبادلات الثقافية والأكاديمية التي تسهم في تعميق الفهم المتبادل بين الشعبين. شراكة تاريخية برؤية مستقبلية بعد مرور أكثر من قرنين على توقيع معاهدة السلام والصداقة، تواصل العلاقات الجزائرية الأمريكية تطورها لتلبي طموحات الأجيال الحالية والمستقبلية، مما يجعلها نموذجًا مميزًا في العلاقات الدولية القائمة على الاحترام والتعاون المتبادل.