أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة
أخبار بلا حدود- رغم تراجع التصريحات الرسمية الفرنسية المعادية للجزائر في الآونة الأخيرة، إلا أن ذلك لا يعكس بالضرورة وجود نية حقيقية لدى باريس لخفض التصعيد أو استعادة دفء العلاقات الثنائية المتجمدة منذ أكثر من عام.
وقد كشفت صحيفة “لوكانار أونشيني” الساخرة، في عددها الصادر يوم الأربعاء 16 جويلية 2025، عن تسريب وثيقة استخباراتية صادرة عن هيئة فرنسية سيادية تُعرف باسم “المصلحة الفرنسية لليقظة والحماية من التدخل الرقمي الأجنبي” أو Viginum، تتضمن اتهامات خطيرة موجهة للجزائر بإدارة حرب إلكترونية ضد فرنسا.
وتزعم الوثيقة أن الآلاف من الحسابات الجزائرية الوهمية تنشط على منصات التواصل الاجتماعي بهدف التلاعب بالرأي العام الفرنسي وتشويه صورة الحكومة الفرنسية، حيث تم توثيق 4652 منشوراً و55 مقطع فيديو على يوتيوب خلال 20 يوماً فقط في ديسمبر 2024، تدور حول مؤامرات مزعومة ضد الجزائر من قبل المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي.
كما تشير الوثيقة إلى استهداف بعض العلامات التجارية الفرنسية مثل “لا فاش كيري”، “بيجو”، و“لاكوست”، ما اعتُبر تهديداً للمصالح الاقتصادية الفرنسية.
ويأتي هذا التصعيد، الذي يُعتقد أنه محاولة فرنسية للضغط على الجزائر عبر تسريبات إعلامية، في وقت تعيش فيه باريس حالة من الإحباط نتيجة فشلها في التأثير على مواقف الجزائر السيادية، أبرزها استمرار سجن الكاتب الفرانكو-جزائري بوعلام صنصال والصحفي الرياضي كريستوف غليز.
وتحمل الوثيقة تساؤلات خطيرة حول نوايا الجانب الفرنسي، إذ أن صدورها عن هيئة سيادية فرنسية يكشف أن نظرة المؤسسات الفرنسية تجاه الجزائر لا تزال متشنجة، وأن تحسن العلاقات يظل بعيد المنال في ظل استمرار هذا النوع من الاستفزازات.
ويرى مراقبون أن الرد الجزائري قد لا يتأخر، ولكن سيتم تحديد توقيته بعناية، خصوصاً أن الوثيقة تمثل دليلاً على وجود نية عدائية مبيتة من داخل دوائر القرار في فرنسا، وسط تصاعد مستمر في التوتر منذ أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صيف 2024 دعمه لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، في خطوة وُصفت بأنها غير محسوبة العواقب.
