
أخبار بلا حدود- تخلفت في متابعة التغيير الحكومي الجديد والذي مس بقطاع الصحة ، بتعيين البروفيسور آيت مسعودان مكان البروفيسور سائحي، كخطوة أخرى نحو ضخ دماء جديدة في القطاع الذي انطلق من فترة بأسلوب عمل جديد تمثل في اقحام المنصات الالكترونية واحتواء الرقمنة لملف المريض الكترونيا ، والذي بدون شك سيسهل الكثير من الإجراءات والمتابعة لسياق علاج المريض أو كما يسمى بالفرنسية : l e parcours du patient .
سهلة على اعتبار ان الجزائر قد دخلت مرحلة جديدة من التحديث يبدو أن المهمة لن تكون سهلة على اعتبار ان الجزائر قد دخلت مرحلة جديدة من التحديث ، فحتي لو تم رسم ديباجة العمل الصحي لمسار منظومة صحية تريد أن ترتقي ويتحسن العمل فيها ، بايلاء الحقوق للمستخدمين وكذا إضفاء صبغة الشفافية على العمل الطبي والشبه طبي والإداري كذلك، ما يجعلنا نأمل خيرا رغم صعوبة المسلك وضخامة التحديات التي تراهن عليها الجزائر في أن تكون في صف المغامرين بالمثابرة والعمل الجاد نحو طليعة ، أقل ما يُقال عنها أنها شبيهة بطليعة أول نوفمبر المجيد، ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية على كل جزائري وجزائرية يحتفظ في بيته ببصمة كفاح لشهيد او مجاهد..تلكم هي السيرة التي ألفتها الجزائر ولا زالت..على مر عقود من الزمن قلت بقدوم البروفيسور آيت مسعودان، تكون الصحة في الجزائر على موعد مع مسار جديد في جوانب يحرص مستخدموا الصحة أن تنال الاهتمام بحل المشاكل فيها وعلاج الملفات العالقة ، كالمنح المتخلفة وكل ما له علاقة بالقوانين الأساسية التي لا يمكن تقييم النتائج فيها الا بعد دخولها حيز التطبيق في المستشفيات، وحين أقول في المستشفيات يعني كل برنامج وكل رتبة وكل مكتب اداري وكل مصلحة وكل عتاد طبي وكل آلية عمل تظفي لهذا القطاع خدمة محينة وذات كفاءة وفعالية، ونحن ننتظر طبعا ذلك مع قدوم الوزير الجديد الذي يبدو أنه مفعم بالجدية وحب العمل.
أما انتقال البروفيسور سائحي الى وزارة أخرى في منصب وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي هو إضافة لقطاع الصحة في صورة التنسيق من خلال تبادل المعلومة ( مهما كان نوعها ) هذه الأخيرة التي ستسهل الكثير من آليات التأطير العملي فيما يخص الرقمنة بمراجعة أهم التحديثات التي ستغير الكثير من جوانب العمل الصحي فيما يخص مشروع اقتصاد الصحة ، والذي يُعول عليه في إعادة رسكلة المنظومة الصحية بما يتوافق و الرهانات الجديدة المتعلقة بجانب الاقتصاد العالمي كمحور تنافسي فيما بين الدول التي تبحث لها عن التموقع الجيد ضمن خريطة هي آيلة نحو التغيير ، وطبيعي جدا أن تحرص الدولة على اسباغ صبغة الحركية في آداءات العلاج الموسومة في الدليل العلاج ، وهو ما سيسمح ياعادة النظر في تكاليف الفحوصات والعلاج والعمليات الجراحية، وحتى الصفقات الخاصة باقتناء الأجهزة الطبية والأدوية، وربما تخصص وزير الصحة الجديد كطبيب للقلب سيسمح بالتقرب أكثر من معاناة المرضى وفهمها على أوسع نطاق ، ليس فقط مرضى القلب ، بل أذكر على وجه التحديد مرضى السرطان ، والذين هم اليوم يريدون على الطاقم الوزاري اعادة جذرية لبروتوكولات العلاج ومنهج تتبع المريض من الكشف المبكر للمرض الى غاية تشخيص نوع المرض والعلاج اللازم له، فمعاناة مرضى السرطان هي معاناة كبيرة وتحتاج للكثير من إعادة النظر في كثير من الأمور المرتبطة بتحديد المواعيد العلاجية وكذا توأمة المتابعة عن بعد مع ما يسمى بالمرافقة النفسية للمريض ، وهذا كله سيزيد من أعباء وزير الصحة الجديد الذي سيسهر على الاهتمام بهذه الفئة من المرضى على الخصوص وعلى وجه التحديد.
وعلى الجانب الآخر ،مما يشتكي منه المواطنون من أن المستشفيات الجزائرية لا زالت تعاني من البيروقراطية وكذا مشكلة الوساطة التي تحتم على المواطن أن بتعامل بها وهو يقصد المستشفى للعلاج، أعتقد أن الأمر تغير كثيرا في ظل اقحام المنصات الالكترونية فيماي خص الجانب التطبيقي، ويبقى العبء الكثير هو على مستوى وزارة الصحة التي يجب أن تكون لديها متابعة عن كثب وفي كل وقت ، وعدم الاكتفاء بالأيام العالمية للاحتفال بمناسبة قريبة من المرضى أو بأسلوب عمل في قطاع الصحة، لأن ما يهم كل جزائري هو:
هل فعلا تغير قطاع الصحة في طريقة آداء منظومته وفي طريقة التعامل بما تمليه أخلاقيات المهنة ؟، وهل فعلا فرص العلاج ممنوحة للجميع بالتساوي مثل اجراء بعض العمليات الجراحية المعقدة والباهضة التكاليف مثل عملية القلب المفتوح وعملية زرع الأعضاء وغيره من الانشغالات التي باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى لمواطن صار يعرف متى يقصد المستشفى وعلى من يطرح مشكلته المرضية.
أظن، هذا ما ينتظره الجميع من البروفيسور آيت مسعودان فيما يتعلق بمضامين المنظومة الصحية الجزائرية اليوم ، خاصة وأن تغيير الوزراء وتسليم المهام بات عرفا يترقب معه مستخدموا الصحة الكثير من الأمل في أن يتغير واقع الصحة نحو الأفضل دائما.
فهل يعلم وزير الصحة الجديد آيت مسعودان أن قطاع الصحة على موعد مع تحديات عالمية ورهانات مختلفة تستوجب على المنظومة الصحية الجزائرية أن تواكب ما هو قادم من تحول عالمي بالكثير من الفاعلية والجاهزية .
سميرة بيطام: مسارات في قطاع الصحة الجزائري – الخاطىء والصواب منه
إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.
أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة