
أخبار بلا حدود- في مشهدٍ يعكس اليقظة الميدانية والتأهب المستمر لمصالح الحماية المدنية، تدخلت الوحدة الرئيسية بمديرية الحماية المدنية لولاية تيارت؛ مدعّمةً بالرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات؛ صبيحة يوم الثلاثاء 22 جويلية 2025 في حدود الساعة الحادية عشرة وخمس وثلاثين دقيقة؛ لإخماد حريق شبّ في “غابة شوشاوة”؛ إحدى المناطق الغابية المعروفة بكثافتها النباتية وصعوبة تضاريسها،
وفور تلقي نداء الاستغاثة، تحرّكت فرق التدخل بسرعة مدروسة وفعالية ميدانية؛ حيث تم تسخير إمكانيات بشرية معتبرة شملت أعوان الحماية المدنية ذوي الخبرة الميدانية، إلى جانب تخصيص شاحنات إطفاء مجهزة خصيصًا لمواجهة هذا النوع من الحرائق التي تهدد التوازن البيئي والسكان المجاورين على حد سواء، وقد تم توجيه الوحدات إلى عين المكان على وجه السرعة؛ في إطار خطة طوارئ محكمة تهدف إلى تطويق ألسنة اللهب قبل توسعها،
لم يقتصر التدخل على الوسائل الأرضية فقط؛ بل شهد الحريق دعمًا جويًا عالي الاحترافية؛ تمثل في تدخل الطائرات المتخصصة التابعة لمصالح الحماية المدنية، حيث سجّل وصول الدعم الجوي إلى موقع الحريق خلال الساعات الأولى من إندلاعه؛ ما ساهم في تعزيز فعالية الجهود الميدانية من خلال تنفيذ طلعات جوية دقيقة، استهدفت بؤر النيران المنتشرة على المساحات الوعرة،
الطائرات المتدخلة؛ المزودة بأنظمة إسقاط المياه؛ عملت بتناغم تام مع الفرق الأرضية المنتشرة في محيط الغابة؛ ما ساعد في السيطرة على ألسنة اللهب وعزلها عن المناطق الأكثر هشاشة، ويأتي هذا التدخل الجوي المتخصص كترجمة عملية للتكامل الاستراتيجي بين مختلف وسائل الإطفاء الحديثة؛ وتأكيدًا على جاهزية الحماية المدنية لمجابهة الكوارث الطبيعية على اختلاف أحجامها،
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالخطر والإستنفار؛ لم يتوانَ المواطنون بدورهم في تقديم يد العون؛ حيث ساهم بعضهم في تسهيل حركة فرق التدخل وإخلاء المسالك الجبلية؛ في مشهد تضامني يعكس عمق الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على الثروة الغابية،
كما كانت لمصالح محافظة الغابات مساهمتها الفعالة ميدانيًا؛ من خلال دعمها التقني وخبرتها في المسالك الغابية وطبيعة الغطاء النباتي؛ ما سهل عمليات توجيه المياه والمواد المثبطة للاحتراق إلى المناطق الأكثر اشتعالًا، هذا التنسيق بين مختلف الهيئات من أعوان الحماية المدنية؛ وأعوان محافظة الغابات؛ إلى المتطوعين من المواطنين؛ مكّن في نهاية المطاف من إخماد الحريق والسيطرة عليه قبل أن يمتد إلى مناطق أوسع،
تجدر الإشارة إلى أنّ مثل هذه العمليات المعقدة، التي تتطلب تدخلًا متعدد الأبعاد؛ تعكس مدى أهمية الاستعدادات المسبقة والتدريبات الدورية التي تنفذها الحماية المدنية في مختلف ولايات الوطن؛ لمجابهة موسم الحرائق الذي تزداد فيه درجات الخطورة كل صيف،
وإذ يتم اليوم تسجيل نجاح عملية التدخل الميداني لإخماد حريق “غابة شوشاوة”؛ فإنّ هذا الإنجاز ليس سوى محطة من محطّات النضال البيئي والميداني المتواصل؛ الذي تخوضه الدولة؛ دفاعًا عن مقدرات الطبيعة وعن أمن المواطن وممتلكاته.
إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.