
مات حاتم علي.
مات حاتم علي وترك لنا التغريبة.
مات خالد تاجا وترك لنا بكاءهُ الخالد، بكاؤه من الجوع هو وعائلته وكل تلك القرى التي هُجّرت.
بكاؤه الذي يتسحق الأوسكار لأنه بكى من قلبه، سالت دموعهُ فلم يحس أحدٌ منّا انه يمثل بل كان يعيش الدور في ذاته.
في الانسان الذي داخله.
في عاطفته التي غلبته.
في القهر الذي هزمَ تمثيله.
في الجوع الذي كان يعيشه.
كلمّا كنت أشاهد هذا المقطع ، أبكي، وكان عزائيّ الوحيد.
أنه مجرد تمثيل.
لم أتوقع يومًا أنني قد أشاهد شخصًا على شاشة كبيرة
وهو يموت من الجوع.
ولا أحد يحرّك ساكنا.
فما بالك ونحن نشاهد أمة!
كيف نعيش تغريبة اخرى اليوم!
تغريبة غزّاوية، غزة ذلك الشبر الصغير من الأرض والملايين من البشر في ذلك المكان الأكثر كثافة سكانية في العالم.
وهي تحارب الأعداء والأشقاء والأصحاب
كمن تُرِك وحيدًا يغرق وهو يلوّح للنجدة
ويفهمه الجميع بأنه يلقي السلام.
ماذا لو أن حاتم علي هنا اليوم!
وهو يشاهد هذا السيناريو الحقيقي الذي لا يحتاج لإخراج واضاءة ومهندس ديكور، والأوجع من تغريبته التي أخرجها لنا.
ماذا لو أن خالد تاجا هنا اليوم!
وهو يرانا نضحك ويتذكر بكاؤه في هذا المشهد!
يتذكر قسوة ذلك المشهد على قلبه.
وقهره على اخوانه.
قال حاتم علي 《انه مشاهد التهجير كان هناك الكثير من الناس من أصول فلسطينية اضافة الى أعداد كبيرة من السوريين، وكان من المدهش جدا أنه أحيانا أن تسمع شهقات بكاء حقيقي ولا تستطيع التمييز بين السوري والفلسطيني، وهذا ما أردت ان أستخلصه أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعًا شئنا أم أبينا》
—
بعد أسبوع من طوفان الأقصى كتبت تساؤل في مقال قلت فيه:
هل سنعيش تغريبة اخرى أمام أعيننا؟ ام أننا سنتغنى بقول هشام الجخ ” أنا العربي لا أخجل”
ولكنني نسيت حينها قول تميم البرغوثي
“يا أمتي يا ظبية في الغار تسألتي وتُلحِف هل سأنجو؟
قُلت أنتِ سألتني قبل ألفِ عامٍ إن في ذلك الإجابة عن سؤالك”
التغريبة الفلسطينية: 19 عامًا من الألم واللجوء ورؤى نكبة جديدة – مقال لخضر بن العيطر
إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.