تجوال تعريفي في مدينة أشير الأثرية ومنزه بنت السلطان بالمدية لتعزيز السياحة الثقافية

أخبار بلا حدود- في إطار التظاهرة الثقافية “على خطى بولوغين، من أشير إلى المدن العتيقة: المدية، مليانة، وجزائر بني مزغنة”

تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون والسيد والي ولاية المدية، نظم الديوان المحلي للسياحة لبلدية المدية، وتحت إشراف مديرية الثقافة والفنون، يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025، تجوالًا تعريفياً (Eductour) نحو الموقعين الأثريين أشير ومنزه بنت السلطان ببلدية الكاف لخضر – دائرة عين بوسيف.

حضر الانطلاق الرسمي السيدة مديرة الثقافة والفنون لولاية المدية بمعية السيد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الكاف لخضر، وعدد من ممثلي السلطات المدنية والأمنية المحلية.

وقد عرف التجوال مشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والدكاترة والباحثين في التاريخ والآثار، على غرار البروفيسورين موسى هيصام وتوفيق مزاري عبد الصمد، إضافة إلى مرشدين سياحيين، ووكالات أسفار، وجمعيات ثقافية، وصحفيين، ومؤثرين في المحتوى الثقافي والسياحي، من بينهم صانع المحتوى خالد حمزي صاحب صفحة “المستكشف”.

استُهلت الفعالية بكلمة ترحيبية للسيدة مديرة الثقافة والفنون، تلتها مداخلة السيد طارق حمو، رئيس الديوان المحلي للسياحة بالمدية، الذي أكد أن هذا البرنامج يندرج ضمن جهود الترويج السياحي والثقافي للمواقع الأثرية بالولاية وجعلها محركات فعلية للتنمية السياحية المستدامة.

كما قدم كل من البروفيسور موسى هيصام والدكتور توفيق مزاري عبد الصمد مداخلات علمية حول الدور التاريخي والحضاري لمدينة أشير باعتبارها أولى الحواضر الإسلامية في المغرب الأوسط ومركزًا سياسيًا وثقافيًا بارزًا في الدولة الزيرية.

وتطرق الباحثان إلى الخصائص المعمارية والزخرفية التي ميّزت المدينة، مبرزين ما تحتويه من قصور وأسوار ومساجد ومعالم دفاعية فريدة، من بينها قصر زيري بن مناد الذي يمثل نواة العمران الزيري في المنطقة.

وقد أشارا إلى أن مدينة أشير الصنهاجية، التي أسسها زيري بن مناد الصنهاجي سنة 936م، كانت عاصمة للإمارة الزيرية ومركز إشعاع علمي وتجاري بفضل موقعها الاستراتيجي عند سفح جبل التيطري، مشرفةً على بلدية الكاف الأخضر على بعد 14 كلم من عين بوسيف.

وقد أثرت هذه المداخلات العلمية النقاش الأكاديمي بين الحاضرين الذين شددوا على ضرورة تثمين الموقع الأثري لأشير وإدراجه ضمن المسارات السياحية الوطنية لما يتمتع به من قيمة تاريخية ومعمارية وحضارية.

تواصلت فعاليات اليوم بجولة ميدانية في غابة الكاف لخضر والموقع الطبيعي المجاور، حيث استمتع المشاركون بجمال الطبيعة والتنوع البيئي في أجواء جمعت بين المعرفة والاكتشاف والترفيه، مع وجبة غداء تقليدية في قلب الغابة.

كما حظي الحدث بتغطية إعلامية مميزة من طرف إذاعة المدية الجهوية التي واكبت الفعالية ونقلت انطباعات المشاركين، إلى جانب حملة رقمية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بمساهمة صناع المحتوى المحليين.

تأتي هذه المبادرة لتثمين الموروث الثقافي والتاريخي المحلي، ودمج المواقع الأثرية ضمن المسارات السياحية الوطنية، بما يعزز السياحة الثقافية في ولاية المدية ويكرّس دورها كوجهة متميزة للتاريخ والتراث والطبيعة.

ويؤكد الديوان المحلي للسياحة ببلدية المدية، بالتعاون مع مديرية الثقافة والفنون، التزامه بمواصلة هذه الجهود لإبراز المقومات السياحية للولاية وإحياء ذاكرة حواضرها التاريخية في إطار تنمية ثقافية وسياحية مستدامة.