
أخبار بلا حدود- مع اقتراب نهاية عام 2025، ما يزال ملف استيراد السيارات في الجزائر يثير الكثير من الجدل، خاصة بعد تراجع الأمل في عودة الاستيراد عبر الوكلاء المعتمدين، مقابل انتشار استيراد المركبات عبر الوسطاء والتجار، وهو ما صاحبه العديد من الخروقات القانونية والممارسات التجارية غير المنظمة التي أرهقت السوق وأربكت المواطنين.
- الصين تعيد ترتيب قواعد الاستيراد وتنظيم السوق
تتجه الصين ابتداءً من مطلع العام القادم إلى تقييد استيراد المركبات من طرف الخواص، مع التركيز على التصنيع المحلي والمصانع المعتمدة.
هذا التوجه يجعل أمل استيراد السيارات الجديدة في الجزائر مرتبطًا بالوكلاء الرسميين، باعتبارهم الجهة الوحيدة القادرة على إعادة التوازن للسوق من خلال الاستيراد المنظم والخاضع للرقابة.
- الحكومة تراهن على التصنيع بدل الاستيراد
ورغم أن السلطات الجزائرية لم تعلن بشكل رسمي عن غلق نهائي لملف الاستيراد، إلا أنها جعلت من عودة التصنيع الحقيقي للسيارات الركيزة الأساسية لإشباع السوق الوطنية.
غير أن هذا الخيار يحتاج إلى بضعة أشهر إضافية قبل أن تظهر نتائجه بشكل فعلي، ما يضع السوق أمام مرحلة انتقالية تتسم بندرة السيارات وارتفاع الأسعار.
ويرى متابعون أن هذا الوضع يجعل الاستيراد المؤقت والمنظم حلًا واقعيًا لاستقرار السوق، والحد من المضاربة، وحماية المواطنين من الحيل التجارية التي يمارسها بعض الوسطاء.
- استيراد قطع الغيار… خطوة قد تمهد لعودة السيارات
وفي الوقت الذي سمحت فيه الحكومة للوكلاء باستيراد قطع الغيار بشكل رسمي، يأمل المواطنون أن يشمل هذا التوجه أيضًا منح تراخيص مؤقتة لاستيراد السيارات الجديدة بهدف تلبية الطلب الكبير، خصوصًا في ظل غياب منافسة حقيقية في السوق.
- فيات… اللاعب الوحيد في سوق يطلب أكثر مما يُنتج
وتبقى العلامة فيات حاليًا اللاعب الوحيد الذي ينشط بصفة رسمية في الجزائر، لكنها غير قادرة على تغطية الطلب الكبير.
فقد استقبلت الشركة أكثر من 200 ألف طلب أولي على طراز فيات دوبلو بانوراما في حين لا يتجاوز إنتاجها السنوي نحو 60 ألف سيارة من مختلف النماذج، ما يعكس الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب.
- علامات جديدة تدخل بقوة للسوق المحلية
في مقابل ذلك، أعلنت عدة علامات عالمية مشاريع صناعية طموحة في الجزائر، من بينها:
هيونداي، شيري، جيلي، غريت وول، جيتور، جاكو، أمودا.
وتسعى هذه العلامات لتأسيس مصانع قوية خلال السنوات القادمة، ما قد يجعل الجزائر أحد أكبر الأسواق في شمال إفريقيا.
- السوق الجزائرية تقف اليوم بين خيارين:
1️⃣ انتظار المصانع الجديدة حتى تدخل مرحلة الإنتاج الفعلي،
2️⃣ أو فتح الاستيراد مؤقتًا لإعادة التوازن والأسعار إلى وضع معقول.
- وبين هذين المسارين، يبقى السؤال مفتوحًا أمام نهاية 2025:
هل طوت الجزائر نهائيًا ملف استيراد السيارات؟ أم أن الاستيراد سيعود كحل اضطراري لإنقاذ السوق؟
إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.
أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة