سوق الغاز الأوروبية تحت ضغط كبير بسبب توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب

‌كشفت صحيفة الفاينانشل تايمز وجود ضغوط على إمدادات الغاز الأوروبية بسبب سوء العلاقات بين الجزائر والمغرب.

ونشر الكاتب جون ديزارد مقال رأي بعنوان “سوق الغاز الأوروبية تواجه ضغوطا أكبر بعد اندلاع نزاع حول الصحراء الغربية”. قال فيه إن هناك ضغوطا على إمدادات الغاز الأوروبية لصالح مجموعة غازبروم الروسية ونفوذ موسكو”

وأشار المصدر ذاته إلى أنه “لم تتم مناقشة كيف يمكن للنزاعات في شمال إفريقيا

أن تقلل من إمدادات الغاز الشتوية لإسبانيا، مع احتمال زيادة الضغط التصاعدي على أسعار الطاقة في بقية أوروبا”.

ويرى كاتب المقال أن

وقال جون ديزارد إن “فرنسا وإسبانيا تتمتعان بعلاقات قانونية خاصة مع المغرب تتجاوز نطاق معاهدات الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وأضاف أن للجزائر أيضا روابط كثيرة بأوروبا، لكنها تختلف قليلا عن جارتها، ونضالها في الحقبة الاستعمارية من أجل الاستقلال عن فرنسا هو جزء من هويتها الوطنية، وتشتري قواتها المسلحة الكثير من المعدات من روسيا والصين”.

ولفت الكاتب إلى أن غاز الجزائر يصل إلى إيطاليا مباشرة عبر خط أنابيب تحت البحر، ويتدفق إلى إسبانيا والبرتغال عبر خطي أنابيب تحت البحر، الأول الذي بني بين عامي 1996 و1997، يمر عبر المغرب، والذي يستخدم بعض الغاز لمولداته الخاصة، والثاني، ينتقل مباشرة من الجزائر إلى إسبانيا”.

ويرى الكاتب أن “هذا هو المكان الذي أصبحت فيه العلاقات الخارجية بين الاتحاد الأوروبي وإسبانيا أكثر إشكالية، خاصة في سوق الغاز الدولي الضيق ومع عدم كفاية تخزين الطاقة الأوروبية قبل الشتاء”.

وجاء في المقال: “مع إغلاق خط الأنابيب، سيتعين على المغرب إيجاد طرق لا تعتمد على الغاز الجزائري، على الرغم من أن قطاع الطاقة لديه يخطط لهذه الحالة الطارئة، ولديه محطات طاقة تعمل بالفحم يمكنه استخدامها، ويمكن أن يتحول إلى مصادر أخرى للوقود الأحفوري المستورد لمولدات الغاز الخاصة به”.

وختم الكاتب: “قد يخطئ الأوروبيون في اعتقادهم أن الجزائر والمغرب يؤطران هذا الخلاف حول عوامل اقتصادية وتقنية، هناك مشاعر عميقة حول السيادة والتوازن العسكري والثقافة، ولن يكون من السهل على الاتحاد الأوروبي التنقل في مثل هذه البيئة لتأمين الإمدادات”.

 

الجزائر تخطط يوم 30 أكتوبر الجاري لإغلاق خط أنابيب ينقل الغاز الجزائري إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال”.

وبحسب الصحفية فإن “المغرب غاضب من الجزائر لدعمها جبهة البوليساريو التي تريد استقلال الصحراء الغربية

ويصر على أنه يتمتع بالسيادة على المنطقة المتنازع عليها منذ فترة طويلة

وتدهورت العلاقات أكثر هذا الصيف عندما اتهمت الجزائر المغرب

بأن لها دورا في إشعال العديد من حرائق الغابات الخطيرة على أراضيها”.

وتحدثت الفاينانشل تايمز عن “توترات وصلت إلى محكمة العدل الأوروبية

التي أعطت هذا الأسبوع انتصارا قانونيا لجبهة البوليساريو

وحكمت بأن معاهدة اقتصادية واسعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا يمكن توسيعها تلقائيا لتشمل الصحراء الغربية”.