التوتر بين الإمارات والجزائر: ما هي دوافع العداء وتداعياته على العلاقات الثنائية؟

التوتر بين الإمارات والجزائر ما هي دوافع العداء وتداعياته على العلاقات الثنائية؟
 

أخبار بلا حدود- نشرت صحيفة الخبر الجزائرية مقالا، تتسائل فيه عن دوافع الممارسات العدائية الإماراتية ضد الجزائر، وأنها قد تؤدي إلى قطيعة بين البلدين.

وتحت عنوان: ماذا تريد أبو ظبي من الجزائر؟، قالت “الخبر”، “يبدو أن حكام أبوظبي ماضون في اسـتـعـداء الجزائر والإضرار بأمنها ومصالحها الاستراتيجية، ويصـر هـؤلاء، مـن خـلال تـوالي انزلاقاتهم الخطيرة، على الدفع بالعلاقات الثنائية نحو القطيعة، فـلـم يـعـد الـتـطـاول والإضرار بالمصـالـح الـوطـنـيـة داخـلـيـا وخارجيا خفيا أو “حديث جرائد”، بل أخذ طابعا علنيا”.

وأضافت: “تـثـار عـدة أسـئـلـة حـول دوافع الممـارسـات الإمـاراتـيـة ضـد الجزائر، فـهـناك تساؤلات حول طبيعة التعامل الرسمي المحتمل مـع الانزلاقـات الخطيرة الـتـي يسلكها مسؤولون إماراتيون “على اختلاف وظائفهم ومواقعهم تجاه الجزائر حكومة وشعبا، فمن خلال المعلومات المتواترة التي تفضح الأدوار المشينة للإماراتيين على مختلف الأصعدة، فإن جميع الـتـوقـعـات تشير إلى أن الجهات المختصة ستجد نفسها مضطرة للرد إذا لم يعد الأشـقـاء إلى رشدهم”.

وحسب الصحيفة، فإن الممارسات الـعـدائية لحكـام أبـو ظـبـي تجاه الجزائر، حكومة وشعبا، تـؤشـر على أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تتجه نحو المجهـول، وقـد لا يـطـول خـيـار ضبــط الـنـفـس الـذي تـلـتـزم بـه الجزائـر مـنـذ فترة ليست بالقصيرة.

وأكدت الصحيفة من خلال مقالها للمرة الثانية، على ارتبـاط مسؤولين إماراتيين بشكل مباشر بقضايا خطيرة تستهدف المصالح الحيوية للجزائر، منها التجسس داخليا وحدوديا، والضغط على دول شـقـيـقـة وصـديـقـة قصـد الـتـشـويـش عـلـى عـلاقـاتـهـا مـع الجزائر”.

وأشارت الصحيفة، إلى أن أبوظبي تجتهد في الاسـتـثـمـار في أزمـات الجيران والأفـارقـة مـن أجـل مـقـابـضـة مـواقـفـهـم اجـرهـم نـحـو مسـار التطبيع مع الكيان الصهيوني، في عـمـل مـعـاكس تمـامـا المبـادئ الجزائـر وجـهـودهـا المنـاهـضـة للتغلغل “الإسرائيلي” في القارة.

واستدركت الصحيفة، “الـظـاهـر، مـن خـلال ما يتداول إعـلامـيـا، أن درجة الاستياء من الأدوار الإمـاراتـيـة بلغت مـداهـاء ففـي الأونة الأخيرة انـخـرطت أبـوظـبـي في مسلسل استفزازي للجزائر، من خلال الاصطفاف المفضـوح مـع نـظـام المخزن، وتجـهـيـزه بـكـل الـوسـائـل مـن أجـل إلحاق الأذى بـالجزائـر، واتضـح ذلك جليا من خلال عدة معطيات تصدقها الوقائع المتتالية”.

صحيفة “الخبر” قالت أن التقارير الإعلامية المحـلـيـة لم تنطلق عـن وجـود “تحركات مشبوهة لملحق الدفاع بسفارة الإمارات العربية في الجزائر من دائرة التخمين أو من التكهنات، بل تصدقها أفعال وأقوال رسميين إماراتيين، فالاصطفاف وراء نظام المخزن ترجمته “هبة الطائرات الحربية التي تقدمت بها أبوظبي إلى شركائها في التطبيع بالرباط مـؤخـرا، يضـاف إلـيـهـا مـعـدات الجوسسـة الـتـي نـشـرهـا المغرب عبر حـدوده مـع بـلادنا، والـتـي وجهت خصيصا للتجسس على مختـلـف الاتصالات الداخلية للجـزائـريين عبر الشـريـط الحدودي، فضـلا عـن الـدعـم الإمـاراتـي المفضـوح لأطـروحـة المغـرب الـتـوسـعـيـة، وأيضا الاحتلالية للصحراء الغربية على جميع الأصعدة”.

كما كشفت صحيفة “الخبر”، أن الإمارات تشغل فوق أراضيها بـرنـامـج تجسس إسـرائـيـلـي جـديـد طـورتـه شـركة کوادريم”، موجه لاختراق هواتف المسؤولين والصـحـافيين في 10 دول، وهـو النظام الذي “جـادت” به أبوظبي على القصر الملكي بالمغرب.

وحسب الصحيفة، فإن مسلسل التأمر لم يتوقف هنا فقط، بل الإمـارات ذهبت بـعـيـدا في دعمها العسكري لنظام المخزن، من خلال إقرار مسؤوليها بمنح 68 طـائـرة حـربـيـة مـنـقـدمـة مـن نـوع ميراج 9000 داش 9″، مع قطع غـيـار وإمدادات الذخيرة كدعم مجاني لسـبـاق الـتـسـلـح المغربي، وهي الصفقة التي أذاعها الإعلام المغـربـي عـلـى نـطـاق واسع قبل أشهر، مؤكدة أن النظام المغربي بدأ يتسلم هذا النوع من المقاتلات المتطورة.

وأشارت الصحيفة، إلى استقبال الإمارات خلال الأسابيع الماضية ضباطا وتقنيين مغاربة للخضوع إلى تكوين وتدريب على صيانة وقيادة هذا الـنـوع مـن الـطـائـرات الـقـتـالـيـة متعددة الاسـتـخـدامـات، وذات الـقـدرات الـفـتـالـيـة جـوجـو وجو بحر، وذلك بهدف رفع الـقـدرات العسكرية لسلاح الجو المغربي.

وأضافت الصحيفة، وذلـك يـأتـي بـالـتـزامـن مـع نشر تـقـاريـر إعـلامـيـة مـفصـلـة حـول تحركات مريبة للملحق العسكري الإمـاراتـي في الجزائر، والـذي يحمل رتبة عقيد، وتصريحه أمام نظراء له من عدة دول أوروبية أنه ” في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المغرب”.

وذكرت الصحيفة، رفض الإمـارات، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الحالي، على مقترح للأمين الـعـام لـلأمم المـتـحـدة أنـطـونـيـو غوتيريش بتعيين وزير الخارجـيـة الجـزائـري السـابـق صبري بـوقـادوم مبعوثا أمميا إلى ليبيا، مشيرة إلى تحذيرات رئيس حـركـة الـبـنـاء الوطني عبد القادر بن قرينة من الـدور الإمـاراتـي المـشـبـوه في المنطقة ومحاولاتها الحثيثة للعب الخطير في الـعـمـق الاستراتيجي لبلادنا، وخاصة بمنطقة الساحل الإفـريـقـي، وأخـرهـا انـقـلاب النيجر.

وسبق لصحيفة “الخبر” الجزائرية أن نشرت مقالا تحت عنوان “أبو ظبي عاصمة التخلاط” وتعني الفتنة، تؤكد فيه أن حملات الكراهية التي أخذت طابعا رسميا من نظام دولة الإمارات، تجاوزت حدود العقل والمنطق، وقد تضرب عرض الحائط بمستوى العلاقات الرسمية بين البلدين، من شدة وهول الأعمال العدائية الممارسة ضد الجزائر، والتي يقودها مسؤولون إماراتيون، زودوا المغرب بنظام متطور آخر معد للجوسسة على الجزائر.

تصاعد التوترات الدبلوماسية: المسؤولون الإماراتيون يستمرون في تحركات استفزازية تجاه الجزائر

شاهد أيضاً

نصائح وزارة التربية الوطنية لمترشحي البكالوريا الإجراءات والتوجيهات الهامة

نصائح وزارة التربية الوطنية لمترشحي البكالوريا: الإجراءات والتوجيهات الهامة

أخبار بلا حدود- وجّهت وزارة التربية الوطنية جُملة من النصائح لمترشحي البكالوريا للعمل بها طيلة …

تعليق واحد

  1. هذا يعني ان الامارات تلعب ادوار صهيوعربية لتوقيف عجلة التنمية في الجزائر ولعبها هذا خطر على الأمن القومي الجزائري..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *