تعويض الحركى في الجزائر: مطالب جديدة تطلقها الجمعية الوطنية الفرنسية

تعويض الحركى في الجزائر مطالب جديدة تطلقها الجمعية الوطنية الفرنسية
 

أخبار بلا حدود- أطلّت الجمعية الوطنية الفرنسية بمطلب جديد وغريب في وجه حكومة باريس يقضي بضرورة تعويض “الحركى” من خونة الثورة التحريرية الذين بقوا في الجزائر ولم يغادروها عقب إعلان الاستقلال “نظير ما فقدوه من ممتلكات”.

وجاء التعبير عن هذه المطالب غير المسبوقة من طرف النائب فيليب برادال، وجهه لكتابة الدولة لدى وزارة الجيوش المكلفة بقدماء المحاربين والذاكرة، مؤرخ في 12 مارس 2024، اطلعت عليه “الشروق”، ذكر فيه أن القانون الخاص بتعويض “الحركى” وعائلاتهم لم يحدد إجراءات التعويض عما وصفه بـ”العواقب والأضرار الناجمة عن تخلي السلطات الفرنسية عن أعداد من الحركى على التراب الجزائري”.

وحسب زعم هذا النائب، فإن “الحركى” الذين بقوا على التراب الجزائري “فقدوا ممتلكاتهم فضلا عن بقائهم لسنوات خاضعين للحجز ما تسبب لهم في معاناة كبيرة ووضع مأساوي” على حد وصفه.

وتساءل النائب برادال إن كان لحكومة باريس مبادرة أو إجراءات تعتزم القيام بها، لإدراج هؤلاء “الحركى” الذين بقوا في الجزائر وعائلاتهم ضمن قانون التعويض الذي أقرته السلطات الفرنسية في 23 فيفري 2022، وتمكينهم من آليات التعويض المنصوص عليها.

وفي معرض سؤاله، ذكر هذا النائب أنه يلفت انتباه كتابة الدولة المكلفة بقدماء المحاربين والذاكرة، إلى أن سياسة التعويض، عما سماه “مأساة الحركى”، التي تم مباشرتها بموجب قانون 23 فيفري 2022، تضمنت الاعتراف للحركى وعائلاتهم المرحلين من الجزائر تجاه ما عاشوه عقب دخولهم التراب الفرنسي، لكن القانون ذاته لم يتطرق – حسبه – إلى الحركى وعائلاتهم الذين بقوا على التراب الجزائري.

ولم يرد بعد أي تعليق من طرف كتابة الدولة لدى وزارة الجيوش الفرنسية المكلفة بقدماء المحاربين والذاكرة عن السؤال الموجه لها.

وكانت أحزاب فرنسية، يمينية بالخصوص، قد قادت حملة خلال السنوات الأخيرة لدفع حكومة باريس إلى “تكريم وإعادة الاعتبار” للحركى من خونة الثورة التحريرية، ما دفع بالرئيس إيمانويل ماكرون لإقرار قانون لتعويضهم عن الأوضاع التي عاشوها هم وعائلاتهم في محتشدات أقيمت لهم على التراب الفرنسي بعد استقلال الجزائر، ورصدت ما يفوق 60 مليون يورو لتعويضهم وأفراد عائلاتهم بموجب “قانون الاعتراف”.

وكانت السفارة الفرنسية بالجزائر قد نشرت شهر نوفمبر الماضي تدوينة مثيرة للجدل على حسابها الرسمي على فيسبوك تتعلق بالحركى، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ105 لهدنة 11 نوفمبر، التي تمثل تاريخ انتهاء الحرب العالمية الأولى، أشادت فيها بـ”تضحيات بعض الفئات” التي وقفت إلى جانبها في الحروب التي خاضتها أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، مرورا بالحرب العالمية الثانية ووصولا إلى حروب التحرير الجزائرية.

وجاء في المنشور “في هذا اليوم، يتم إحياء ذكرى جميع أولئك الذين سقطوا من أجل فرنسا، أيّا كانت جنسيتهم.. هناك مئات الآلاف من الجرحى جسديا ونفسيا. مليون و400 ألف سقطوا في ميادين الشرف، لن ننساهم وسنحيي ذكراهم دائما. الاحتفاء بنهاية الحرب العالمية الأولى، هنا في الجزائر العاصمة، هو فرصة لنحيي ذكرى جميع أولئك الذين سقطوا في ميادين الشرف. كل سنة تحيي الأمة ذكرى جميع الذين ماتوا من أجل فرنسا، سواء في الماضي أم في الحاضر، كل سنة نتذكر أسماءهم”.

الإعتذار من الحركى مقابل الإعتراف بجرائم فرنسا

شاهد أيضاً

تصاعد الأزمة بين فرنسا والجزائر بسبب دعمها للاحتلال المغربي

تصاعد الأزمة بين فرنسا والجزائر بسبب دعمها للاحتلال المغربي

أخبار بلا حدود- كشفت مصادر رسمية في فرنسا والمغرب أن إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون …

تعليق واحد

  1. عندما تعوض فرنسا، الفرنسيين الحركي الذين وقفوا مع الرايخ الألماني، حتى ذلك الحين نحن ننتظر🫠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *