هزائم ديبلوماسية مدوية: المغرب يغرق في مستنقع الرذيلة السياسية

هزائم ديبلوماسية مدوية المغرب يغرق في مستنقع الرذيلة السياسية

أخبار بلا حدودتتوالى هزائم دبلوماسية “المخزن” المغربي من يوم لأخر، عقب الصفعات التي باتت تتلقاها الواحدة تلوى الأخر، مما أدخلها في رحلة تخبط وتكثف من محاولاتها الإبتزازية والقفز على الحقائق الميدانية، لاسيما في ملف الصحراء الغربية وهي المنتشية بالتغريدات والأكاذيب والإفتراءات، فبعد تسويقها لأشهر لما سمي إنتصارات كبيرة لدبلوماسية المخزن منذ تغريـدة اتلرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، والتي لم تصمدا طويلا، بعد أن كان قد وصف ممثل دبلوماسية المخزن بالإنتصار الكبير، قبل أن يأتيه الرد من دول أمريكا اللاتنية التي راحت تجدد إعترافها بالصحراء الغربية، أخرها دولة كينيا من قارة إفريقيا، فبعد أن راح بوريطة يعود منتشيا من نيروبي، بتحقيق إنتصـار دبلوماسي وهمي، تلقفته وسائل إعلام النظام المغربي بإقامة إحتفالات، لكن تغريدة الرئيس الكيني ذابت قبل وصول بوريطة إلى الرباط، أين تفاجأ بأن سلطات كينيا مازالت تعتبر النزاع الصحراوي شأنا أمميا تجري معالجته تحت بند تصفية الإستعمار، لتأتي ما بات يسمى بفضيحة “الدعارة في السفارة” في إشارة إلى تورط أعضاء بعثة الكيان الصهيونـي في الرباط، بإستغلال عدد من النساء المغربيات جنسيا، وتهم أخرى من ضمنها إخـتفاء هدية قدّمها العاهل المغربي محمد السادس للبعثة، لتقضي على ما تبقى من سمعة لدبلوماسية المخزن التي لا زالت تنتشي بإنتصارات وهمية تسوق لها عبر التغريدات في الفضاء الإفتراضـي.

  • الإدارة الأمريكية الجديدة ترد على المخزن المنتشي بتغريدة “ترامب”

دبلوماسية المخزن والتي باتت ظلت تدعي نجاحها في ملف الصحراء الغربية، خصوصا منذ التغريدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، عبر موقع “تويتر” والذي راح يدعي إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية بالكامل، وهو الإعتراف الذي فتح أبواب التطبيع على مصرعيه للمخزن المغربي الذي راح يعلن عن إستئناف علاقاته مع الكيان الصهيونـي، وينخـرط في إتفاقيات “أبراهام” التي عكفت من خلالها الإدارة الأمريكية السابقة على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين عديد من الدول العربية والكيان الصهيوني، لكن وبصعود الرئيس الأمريكي الحالي “جو بايدن” إلى سدة الحكم، سارعت إدارة البيت الأبيض إلى التخلص من تغريدة “تويتر” التي عاش على أوهامها المخزن أشهرا قليلة، لتعلن على لسان وزير خارجيتها “أنتوني بلنكن” دعمها للمسار الأممي لحل قضية الصحراء الغربية، وترحيبها عقب تعين الدبلوماسي الإيطالي “ستافان دي ميستورا” كمبعوثا أمميا خاصا بملف الصحراء الغربية، خصوصا بعد أن أكد “بلينكن” دعـم الولايات المتحدة بالكامل للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحـدة في الصحراء الغربية مـن أجـل تعزيـز مستقبل سلمي ومزدهر لشعوب المنطقة، وهو التأكيد الذي نسفت به الإدارة الأمريكية الجديدة ما جاء في تغريدة “دونالد ترامب” أيقضت المخزن من أحلامه الوهمية وإنتصاراته التي كان يدعي خلالها بحسمه لملف الصحراء الغربية عن طريـق تغريدة “تويتر”.

سقطات وهزائم دبلوماسية الجارة الغربية، لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد خسارتها للدعم الأمريكي الوهمـي الذي دام لأشهر قليلة، مما أدخلها في رحلة البحث عن إنتصارات وهمية، معتمدة على المزاعم والأكاذيب التي تلفقها لكل داعم لحق تقرير مصير الشعوب، خصوصا وأنها لم تستفق بعد من الصفعة التي وجهها لها قبل عام ونصف حلف “الناتو”، عقب سحبه لخريطة جغرافية تدرج أجزاء من الصحراء الغربية ضمن خريطة المملكة المغربية، وإستبدالها بأخرى جديدة تضبط بوضوح الحدود المعترف بها دوليا بين المغرب والصحراء الغربية، بعـد أن راح المخزن يستغل تلك الخريطة منذ مدة في حملاته الإعلامية وإستثمارها في سياق خطته التوسعية، معتقدا أنه موقف نهائـي، قبل أن يتفاجأ بسحب الخريطة القديمة بخريطة جديدة تحـدد بوضوح الحدود المعترف بها دوليًا، وكذا فصل القضاء الأوروبي وإلغائه لإتفاقيتين للصيد البحري والتبادل التجاري بين المغرب والاتحاد بسبب الصحراء الغربية، يضاف إليها ما صرح به الشهر الفارط الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية “جوزيب بوريل” للتلفزيون الإسباني، الذي راح يصرح بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتأكيده على أن “موقف الحكومة الإسبانية كان ولا يزال موقف الاتحاد الأوروبي. وهو الدفاع عن إجراء مشاورات حتى يكون الشعب الصحراوي هو الذي يقرر كيف يريد أن يكون مستقبله”، شأنه شأن تصريح وزيرة خارجية ألمانيا التي أعلنت من الرباط، عن دعمها لخطة الأمم المتحدة فيما تعلق بملف الصحراء الغربية، يضاف إليه العديد من الهزائم الدبلوماسية التي كان دائما يواجهها المخزن بالتضليل والرد بالأكاذيب، وهي الأكاذيب التي لم تصمد مطولا، خصوصا عقب التطورات الأخيرة التي حملها ملف الصحراء الغربية والذي بات يسجل العديد من الأهداف في شباك المخزن وأطماعه التوسعية، فلم يجد من وسيلة للرد إلا “التحرش” بجيرانه، عندما راح يعطي الإشارة لخدامه ممثلا فـي رجل الدين “الريسوني”، الذي راح يطلق في تصريحاته تكشف مدى التخبط والحقـد الذي وصل إليه المخزن، وتأكيدا على وفائه للفكر الإستيطاني التوسعي، خصوصا عندما يدعي على لسان “الريسوني” “بإستعداد المغاربة للزحف نحو تندوف لتحرير صحرائهم”، بل وعدم “الإعتراف بوجود موريتانيا والصحراء الغربية”، وهي التصريحات التي لم تصمدا كثيرا، ليخسر صاحبها رئاسة الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعد أن نال ما ناله من شجب وتنديد من مختلف الدول بسبب تصريحاته التي تنم عن جهل لرجل دين ومحاولته إحياء نار الفتنة بين الشعوب المسلمة.

  • قطع العلاقات ثاني صفعة قوية تتلقاها الرباط بعد صفعـة غلق الحدود

ولعلى من بين الضربات القوية التي وجهتها الجزائر للمخزن المغربي، هو إستـدعـاء سفيرها في الرباط للتشاور، بسبب ما جاء على لسان مبعوث المخزن في الأمم المتحدة الذي راح يدعي دعم بلاده لتقرير المصير في منطقة القبائل، وهو التصريح الذي ردت عليه الرئاسة الجزائرية بقوة، معلنة لاحقا قطـع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، وهو القرار الذي لم يكن يتوقعه أحد، وجاء لكي يضاف إلى الصفعة التي تلقاها “المخزن” في سنة 1994 عقب قرار غلق الحدود البرية والذي لم يستفق منه إلى حد الآن، خصوصا بعد أن قدمت الجزائر العديد من المبررات المقنعة حول الأسباب التي أدت بها إلى إتخاذ قرارها المذكور، والتـي أرجعته إلى الأعمال العدائية من المملكة المغربية ضد الجزائر، خصوصا دعمها لواحدة من الجماعات الإنفصالية، وقيام الرباط بالتجسس على مسؤولين جزائرييـن، وهـو القرار التي أدخل “المخزن” في رحلة تخبط، مما أدى به إلى سلك منهج “دبلوماسية الأكاذيب”، في رحلة الإقناع على أنه دائما الضحية.

  • إرتفاع التكالب ضد الجزائر بعد خطاب الملك

في الوقت الـذي يشجع “المخزن” أبواقه على سب وشتم الجزائر في محاولة منه للنيل منها ومحاولة إضعافها، خصوصا عقب الإنتصارات التي بات يحققها ملف الصحراء الغربية، يخرج الملك محمد السادس والغائب منذ مدة عن بلاده، لكي يدعو في خطابه بمناسبة عيد العرش وتوليه الحكـم، الجزائر إلى إقامة علاقات طبيعية، قائلا “أتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية حتى يتمكن المغرب والجزائر من العمل يدا بيد من أجل إقامة علاقات طبيعية”، و داعيا إلى ما أسمـاه فتح صفحة جديدة، بعد أن وصـف في خطابه الشعبين بالشقيقان، اللذين يجمعهما التاريخ والروابط الإنسانية والمصير المشترك”، نافيا المزاعم القائلة بأن المغاربة “أهانوا” الجزائر، وداعيا “المغاربة، إلى مواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين”، لكن ومباشرة بعد خطاب الملك محمد السادس زاد التكالب على الجزائر من طرف الجارة الغربية، في محاولة منهم لإضعافها، لكن الرئاسة الجزائرية لم تعر أدنى إهتمام لخطاب الملك، مفضلة التأكيد على المحافظة على قراراتها المتخذة، ولو أن عـدد من المراقبين إعتبروا خطاب العاهل المغربي هو محاولة منه لكسب نقاط لصالح بلاده في أزمته مع الجزائر، ومحاولته أيضا الظهور في ثوب الضحية المبادر، إلا أن الجزائر لم تعره أدنى إهتمـام، خصوصا وأنه سبق وأن قدمت الجزائر شروطها لإعادة بعث العلاقات بين البلديـن.

  • برودة العلاقات الفرنسية المغربية.. وخسائر سياسية وإقتصادية للمخزن

مع ربح ملف الصحراء الغربية للعديد من النقاط الإيجابية، خصوصا بعد الاعترافات المتتالية من الدول وتطبيع علاقاتها معها، ممـا أدخـل “المخزن” في دوامة من المشاكل وجعله يفقد أحد أكبر الداعمين له في ملف الصحراء الغربية، ممثلا في فرنسا التي تشهد خلال الأشهر الأخيرة فتورا بين الرباط وباريس، بل وإشتدت الأزمة بين البلدين مؤخرا، خصوصا عقب إستقبال البرلمان الفرنسي المناضلة الصحراوية “سلطانة خيا” وممثل الصحراء الغربية “حمد سيداتي”، بمقره من قبل الحزب الشيوعي ممثلا في النائب “جون بول لوكوك”، كـ ضيفة شرف في إطار احتفالات “عيد الإنسانية” المنظمة في العاصمة باريس، وهو الإستقبال الذي كان بمثابة فرصة للمناضلة الصحراوية لكي تشرح لأعضاء البرلمان الفرنسي ما تعرضت لـه مـن تعذيب وإنتهاكات جسيمة ومحاولات قتلها في أكثر من مرة، كما فضحـت جرائم الاحتلال المغربي، الأمـر الذي أدى إلى إستنكـار البرلماني الفرنسي لما يتعرض الشعب الصحراوي من قمـع وإنتهاكات، معبرا عن تضامنـه المطلـق، وهو الإستقبال والتضامن الذي أثار إستياء الإعلام المغربي الذي وصف الخطوة التي قام بها البرلمان الفرنسي بالغير الصائبة والتي ستأزم العلاقات بين البلدين، والتي تشهد من قبل فتورا قبل إستقبال المناضلة الصحراوية، يضاف إليها دعـم إتحاد طلبة فرنسا لمطلب الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وذلك عقـب إستقبال الأمينة العامة للاتحاد الوطني للطلبة الفرنسيين” ميلان لوسي” للأميـن العام لإتحاد الطلبة الصحراويين مولاي امحمد ابراهيم، ولعلى القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت العلاقات تشهد فتورا بين الرباط وباريس، هو ما سمي بفضيحة التجسس “بيغاسوس” وإتهام الإعلام الفرنسي للمخزن بالوقوف وراء إختراق هواتف شخصيات مغربية وأخرى أجنبية، كالرئيس الفرنسي “ماكرون”، بإستعمال برنامج الكيان الصهوني “بيغاسوس”، وهي الإتهامات التي كانت قد نفتها الرباط في أكثر من مناسبـة، يضاف إليها الإجراء الذي إتخذتـه فـرنسا بخصوص ملف التأشيرة وتخفيضها منحها للمغاربة بما نسبته 50 % بسبب رفض المغرب إستقبال المهاجرين المرحلين من فرنسـا، وهو الإجراء الذي لم يعجب المخزن، ومختلف الفعاليات التي عبرت عن رفضها لتخفيض التأشيـرة، لكن “المخزن” ظل وفيا لعاداته في خلق الأكاذيب ومحاولة إلصاقها بكل من يخالفه الرأي أو في ملف الصحراء الغربية، خصوصا عندما راح الملك محمد السادس يبعث في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش العديد من الرسائل، ويدعـي بقوله أن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”، وهـي رسالة مشفرة موجهة بالأساس إلى فرنسا التي باتت تتعامل ببرودة دبلوماسية كبيرة مع الرباط، ولم تعلن تأييدها لما يسمى دعم “الحكم الذاتي” في الصحراء الغربية، بدليل إنقطاع الإتصالات بين العاهل المغربي و الرئيس الفرنسي “ماكرون”، ولو أن هذا الأخير راح يعـد بزيارة المغرب شهر أكتوبر الداخل خلال اللقاء الذي جمعه مع عدد من المواطنين المغاربة، وعـد يأتـي في وقت تحضر باريس لتعين سفير جديد لها في الرباط، حسب ما كشفت عنه صحيفة إلكترونية مغربيـة، ولو أن عدد من المراقبين، إعتبروا التخبط الذي يعيشه المخزن والبرودة في العلاقات بين المغرب وفرنسا، مـرده الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخرا الرئيس الفرنسي “ماكرون” إلى الجزائر، وهي الزيارة التـي سجلت حالة إستنفار لدى “المخزن” والذي وقف مذهولا للإتفاقيات والإستثمـارات الموقعة بين الجزائر وباريس، بعـد أن كان يعول على مواصلة فتور العلاقة بين البلدين، دون الحديث عن الخسائر التي بات يتكبدها الإقتصاد المغربي، بسبب أزمة الغاز الأخيرة وإستعداد شركات فرنسية لسحب إستثماراتها من المغرب، ليجد نفسه المخزن خاسرا سياسيا وإقتصاديا.

  • المغرب يناصب العداء لجيرانه.. تونس أخر الأعداء بالنسبة له

لم تستفق بعد ديبلوماسية المخزن، على الصدمة التي تلقتها، لاسيما في ملف الصحراء الغربية وإرتفاع الأصوات خصوصا في القارة الإفريقية والمدافعة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، لتتلقى الرباط صفعة أخرى ولكن جاءت هـذه المـرة مـن أحـد أعضاء الإتحاد المغربي ممثلا في تونس، عقب إستقبل رئيس هذه الأخيرة نهاية شهر أوت الفارط لنظيره رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، إبراهيم غالي، الذي وصل العاصمة التونسية من أجل المشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا التيكاد 8 المنعقد في تونـس، وأستـقبل إستقبال الرؤساء، بعد أن أدت له كتيبة من الحرس الجمهوري التونسي الإستعراضات الرسمية، قبل أن يجريا الرئيسان محادثات بالقاعة الشرفية بالمطار، وهو الإستقبال الذي زلزل أركان المخزن المغربي وجعله يعلن مقاطعته للمؤتمـر، ويفقـد صوابه عندما راح يوجه كيلا من الإتهامات ضد جاره التونسي، ويعلن عن إنطلاق حملة قذرة ضدها، حملـة رد عليها الرئيس “قيس سعيد” وخارجيته عن طريق إستدعاء سفيره في الرباط، رافضة جملة وتفصيلا “ما تضمنه البيان المغربي من عبارات تتهم بلادنا باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب ويضر بالمصالح المغربية”. بعد أن أكدت الخارجية التونسية على “أنهـا حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية إلتـزاما بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع”، لكن رغم التبرير التونسي، إلا أن المخزن لا يزال يواصل الإنخراط في حملة تشويه تونس.

  • كولومبيا، البيرو وكينيا يوجهون صفعات جديدة للرباط

لم يدم تهليل وزير خارجية المخزن كثيرا، بعد أن راح يتحدث عن إنتصارات جديدة لدبلوماسية بلاده، عقب إعتراف دولة البيرو بما يسمى “مغربية الصحراء”، قبل أن يأتيه الرد سريعا من البيرو التي راحت تعلن على لسان رئيسـها “بيدرو كوستيلو” إعـادة إعترافها بالجمهورية الصحراوية، ودعمها لجبهة البوليساريو وتقرير المصير، وهو ما أعتبر بالصفعة القوية التي تلقاها المخزن، قبل أيام قليلة من الصفعة التي تلقاها من دولة كولومبيا التي أعلنت بدورها الإعتراف بالجمهورية الصحراوية، لتجد دبلوماسية المخزن نفسها محاصرة في قارة أمريكيا اللاتنية التي يعترف عدد كبير من دولها بالجمهورية الصحراوية والرافضين لما يسمى الحكم الذاتي الذي تسوق له الرباط منذ سنة 2007، صفعات تتوالى الواحدة تلوى الأخر وهزيمة للدبلوماسية المغربية، كان أخرها الصفعة التي وجهتها لها دولة كينيـا، بإستقبالها للرئيس الصحراوي “إبراهيم غالي”خلال مراسيم تنصيب الرئيس الكيني، وإعترافها عبر وزارة خارجيتها بالجمهورية العربية الصحراوية ودعمها للقضية وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي حول حق الصحراويين غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وهو الإعتراف الذي جاء بعد أيام قليلة من عودة وزير خارجية المخزن بوريطة منتشيا من نيروبي، بتحقيق انتصار دبلوماسي وهمي، تلقفته وسائل إعلام النظام المغربي بإقامة احتفالات إعلامية، لكن تغريدة الرئيس الكيني ذابت قبل وصول بوريطة إلى الرباط، أين تفاجأ بأن سلطات كينيا مازالت تعتبر النزاع الصحراوي شأنا أمميا تجري معالجته تحت بند تصفية الإستعمار، خصوصا وأن الخارجية الكينية أوضحت في مراسلتها التي وجهتها عبر وزارة خارجيتها لجميع بعثاتها عبر العالم حفاظ دولة كينيا على علاقات متميزة مع جميع الدول الأعضاء بالإتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، بما يتماشى موقف كينيا من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كليا مع قرار منظمة الوحدة الأفريقية بقبول الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في عضويتها في 22 أغسطس 1982، ومع ميثاق الاتحاد الأفريقي الذي يدعو إلى حق الشعوب الثابت وغير القابل للتصرف في تقرير المصير، مـع تأييد كينيا لقـرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 690 الصادر بتاريخ 1991 والذي يدعو إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية من خلال إستفتاء حر ونزيه، وبإشراف كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وتؤيد كينيا تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حرفياً، وهي المواقف التي أدت إلى تخبط دبلوماسية المخزن وجعلها تسارع إلى منصات موقع “تويتر” لكي تبرر إخفاقاتها الدبلوماسية تارة وتعبر عن كسبها لأهداف وهمية عبر التغريدات تارة أخـرى، مما حـول ممثل دبلوماسية المخزن إلى أضحوكة عبر شبكات التواصل الإجتماعي كـ “تويتر”، متهمين بوريطة بمحاولته في كل مرة خلق إنتصارات وهميـة إفتراضيـة.

  • “المخزن” يشتري ذمم الدول بالمال مقابل حشد الدعـم لملف الصحراء

رغم كل الإخفاقات الدبلوماسية والضربات التي تلقاها المخزن وفي ظرف قصير، إلا أنه ظل وفيا لإستعمال أساليبه القذرة من رشوة مقابل شراء الذمم عندما يتعلق الأمر بملف الصحراء الغربية، وأخر فضائحه هي ما كشفت عنـه وثيقة رسمية من سفارة المملكة المغربية في العاصمة السينغاليـة داكار، والتي سربت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، محتواها ان مانكير انداي، وزير الخارجية السنغالي السابق كان يمر كل سنة على مقر السفارة المغربية في السنغال لتلقي مبلغ مالي جراء تعاونه مع سلطات المخـزن، وهي الوثيقة التي جاءت لكي تفضح الأساليب التي ظل يستعملها المخزن في محاولة منه ربح ملف الصحراء الغربية لصالحه، وإقناع الدول بما يسمى تطبيق الحكم الذاتي في الملف المذكور، خصوصا عندما يروج لفتح قنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة.

وبحسب ما حملته تلك المذكرة التي تم تداولها أول أمس، عبـر منصات التواصل الاجتماعي والموقعة بتاريخ 9 سبتمبر 2014 من سفير المملكة المغربية بالعاصمة السنغالية دكار، طالب برادة، التأكيد لوزير خارجية المغرب بالرباط تكفل السفارة بدفع تكاليف الحج إلى مكة المكرمة لفائدة ثلاث شخصيات اقترحتها وزارة خارجية السنغال، أين خاطـب السفير في المذكـرة وزير الخارجية المغربي بقوله “لدي الشرف أن أعلمكم إنه تم بإسمكم الخاص تسليم وزير شؤون خارجية السنغال، مانكير انداي شخصيا، قيمة 140.784.00 درهم وهو ما يعادل 8.224.754 فرنك فرنسي (حوالي 12.500 يورو) الذي طلبتم بوضعه تحت تصرفه من أجل تغطية تكاليف الحج الى مكة المكرمة لثلاث شخصيات”، مختتما المذكرة بالقول ان الوزير السنغالي “أعرب عن شكره الجزيل لهذه الالتفاتة من المملكة التي مكنته من التكفل بثلاثة حجاج”.

  • فضيحة “الدعارة” في السفارة تفضح وتمرغ سمعة المخزن في الوحل

جاءت الفضيحة المدوية التي كشف عنها مؤخرا، بما بات يصطلح على تسميتها بفضيحة “الدعارة” في السفارة، في إشـارة إلى تورط أعضاء بعثة الكيان الصهيونـي في الرباطـ، بإستغلال عدد من النساء المغربيات جنسيا، وتهم أخرى من ضمنها إخـتفاء هدية قدّمها العاهل المغربي محمد السادس للبعثة، وهي الإتهامات التي رد عليها الكيان بإيفاد وفـد رفيع المستوى من وزارة خارجية الاحتلال إلى المغرب، للتحقيق حول الفضيحة، والتي جاءت لكي تكشف حقيقة ونتائج التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولتمرغ ما تبقى من كرامة لدبلوماسية المخزن المنتشي دائما بإنتصارات وهمية في قضية الصحراء الغربية، وهي الفضيحة التي إلتزم ممثل دبلوماسية الرباط الصمت وعدم الحديث عنها، مثلما إلتزم الصمت حيال إستقبال البرلمان الفرنسي للمناضلة الصحراوية “سلطانة خيا” وممثل الصحراء الغربية “حمد سيداتي”، بالمقابل راح يتكالب ويكيل الإتهامات لتونس بمجرد إستقبل رئيسها لزعيم جبهة “البوليساريو”، وهي الإزدواجية في التعامل الدبلوماسي للمخزن التي إنتقدها عدد كبير من المغاربة.

 

شاهد أيضاً

مشروع فلاحي ضخم في الجزائر بالتعاون مع شركة بونيفيكي فيراريزي الإيطالية

مشروع فلاحي ضخم في الجزائر بالتعاون مع شركة بونيفيكي فيراريزي الإيطالية

أخبار بلا حدود- وافقت السلطات الجزائرية على ثاني مشروع فلاحي “ضخم” مع شريك أجنبي هو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *