3 دلائل على استفادة المغرب من الغاز الجزائري سرا عبر مدريد

3 دلائل على استفادة المغرب من الغاز الجزائري سرا عبر مدريد

أخبار بلا حدود – في 29 جوان من العام المنصرم، أعلنت شركة الغاز الإسبانية “إيناغاز” بدء تدفق الغاز من إسبانيا إلى المغرب، بشكل عكسي، في الجزء الذي يربط بين البلدين ضمن خط الغاز المغاربي الأوروبي، وبعدها هددت الجزائر، إسبانيا بقطع الغاز عنها في حال تأكدها من تحويل الغاز الجزائري إلى وجهة مجهولة.

ويقول مدير تحرير منصة “الطاقة” في مقال له، أن الإعلان المفاجئ جاء من إسبانيا وليس المغرب، والذي ظل صامتًا لمدة 6 أيام، إلى أن أصدر المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن بيانًا في 5 جويلية، كشف فيه عن تشغيل محطتي كهرباء تهدارت وعين بني مُطهر، باستعمال الغاز المسال المستورد من “السوق الدولية”.

وأوضح أن بيان الوزارة اكتفى بكلمتي “السوق الدولية” دون توضيح من أين جاء هذا الغاز المسال، وما هي كميته، أو طبيعة هذه الصفقة ومدّتها.

وأضاف أن منصة “الطاقة” حاولت التواصل مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة للحصول على تعليق، وهل بالفعل هذا الغاز من الولايات المتحدة، مثلما كشفت بعض الصحف الإسبانية؟

وتحفظت الوزارة حينها، وأكدت أنه سيكون هناك تفاصيل لاحقة من المقرر إعلانها للرأي العام، ولكن مرّت الأيام، ولم يُكشَف أيّ شيء عن هذا الغاز.

مدريد ترفض تزويد المغرب بالغاز الجزائري

ويرى صاحب المقال أنه تبقى 3 شواهد أو أسئلة منطقية تحتاج إجابات واضحة من الرباط.

وقال إنه إذا كان المغرب بالفعل لا يحصل على الغاز الجزائري من بوابة إسبانيا، فلماذا لا يعلن عن أصل الغاز الذي يتدفق إليه من الأنبوب المغاربي الأوروبي؟ وهل الأمر يستحق أن يكون سريًا؟ وهل هناك سابقة لذلك دوليًا؟

ويوضح أنه لا توجد سابقة دولية في تعاقدات الغاز سواء الغاز الطبيعي أو الغاز المسال، لم تكشف حينها الدولة المستوردة أو المصدّرة عن اسم الطرف الثاني في التعاقد، فالمتعارف عليه أنها تعاقدات معلنة، ما عدا الجزء المتعلق بالأسعار، أمّا طرف العقد ومدة التعاقد، فهذا يكون معلنًا لوسائل الإعلام، آخرها، على سبيل المثال، صفقة الجزائر مع شركة إيني الإيطالية، ومن قبلها صفقة سلطنة عمان مع تايلاند وشركة شل العالمية، وهي صفقات ذات أجل طويل تمتد من 10 إلى 25 عامًا.

ويبرز المقال أن الدليل الثاني هو شهادة أصل المنشأ التي يمتلكها المغرب ليست دليلًا قاطعًا، ولا يمكن الاعتماد عليها في الفصل بهذا الأمر، ويرى بعضهم أنه يمكن الحصول عليها بسهولة.

وبخصوص الدليل الثالث، يوضح صاحب المقال أن محطتي كهرباء تهدارت وعين بني مطهر تعتمدان فنيًا منذ تشغيلهما على الغاز الجزائري، وهو غاز له خصائص معينة “من حيث القيمة الحرارية”، قد تكون معقّدة وتتطلب تغييرًا كبيرًا في طريقة تشغيل المحطتين.

وتساءل مدير تحرير منصة “الطاقة”: “ما هو الأسهل للمغرب وإسبانيا؟ هل يتدفق الغاز الجزائري مباشرة بشكل عكسي من إسبانيا إلى المغرب لتشغيل المحطتين بشكل طبيعي؟ أم يستورد المغرب الغاز المسال ببواخر تُفَرَّغ في إسبانيا، ثم يعاد تحويل الغاز إلى صيغته الطبيعية، وبعدها إفراغه في الأنابيب حتى يصل إلى المغرب؟”.

ويضيف: “أليس المنطقي هو تدفق الغاز الجزائري مباشرة؟ أليس ذلك هو الأوفر تكلفة، والأسهل للطرفين الإسباني والمغربي؟”

ومع ملاحظة أن هذا مقال رأي، فإنني حاولت التواصل رسميًا مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، للحصول على تعليق أو توضيح لبعض الاستفسارات، لكن لم أتلقَّ ردًا حتى كتابة هذه السطور.

بعد غلق أنبوب الغاز الجزائري.. ارتفاع تكلفة واردات الطاقة في المغرب

شاهد أيضاً

تطورات جديدة في اكتشافات الغاز في المغرب والمخزن المغربي تحت الصدمة

تطورات جديدة في اكتشافات الغاز في المغرب والمخزن المغربي تحت الصدمة

أخبار بلا حدود- أعلنت الشركة البريطانية “شاريوت” عن تطورات جديدة بخصوص حملة الحفر البري لبئر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *