الجزائر قطعت علاقاتها التجارية مع مدريد.. ولا تخشى عقوبات الإتحاد الأوروبي

الجزائر قطعت علاقاتها التجارية مع مدريد .. ولا تخشى عقوبات الإتحاد الأوروبي

أخبار بلا حدود – أكد موقع “الكونفيدونثيال” الإسباني تواصل التوتر الشديد بين الجزائر وإسبانيا على خلفية إعلان حكومة مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط قبل سنوات، كحل لقضية الصحراء الغربية المتنازع عليها، وهو الذي اعتبرته الجزائر”خيانة وانقلابا تاريخيا” لإسبانيا المستعمر السابق للصحراء الغربية.

وقال الموقع إن شركة سوناطراك الجزائرية ووزارة التحول البيئي تقدمان روايات متناقضة حول مشكلة في خط أنابيب الغاز ميدغاز، وتوضح التناقضات، حسبه، استمرار التوتر بين مدريد والجزائر.

وتحت عنوان “الجزائر تؤكد خطيا أنها قطعت العلاقات التجارية مع إسبانيا ولا تخشى عقوبات بروكسل”، شدد الموقع على أن الجزائر لا تخشى عقوبات الاتحاد الأوربي المحتملة، التي لوحت بها حكومة مدريد، وخاصة وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، الذي خصته السلطات ووسائل الإعلام الجزائرية بانتقادات شديدة، لتلويحه بهذا التهديد الأوروبي، واتهام موسكو بتحريك الجزائر لاستهداف إسبانيا.

وقرار تعليق المعاملات المالية للتجارة الخارجية من وإلى اسبانيا، سيُفقد الطرف الإسباني سوقا تدرّ عليها 1.9 مليار دولار سنويا، وفق إحصائيات رسمية.

وتعتبر مدريد خامس مورّد للجزائر بعد الصين، وفرنسا، وإيطاليا وألمانيا، وثاني أكبر سوق لها في إفريقيا بعد المغرب، بينما تصدر الجزائر لإسبانيا، التي شهدت تراجعا كبيرا منذ بداية الأزمة بين البلدين، حيث تراجعت الجزائر من المزود التاريخي الأول لمدريد بالغاز، إلى المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، التي أثار حلولها محل الجزائر لتصبح ثاني أكبر مورّد للغاز الطبيعي لإسبانيا في شهر جوان الماضي، وذلك بعد تراجع التدفقات القادمة من الجزائر، جدلا وتساؤلات، عن هذه المفارقة بالنظر إلى أن حكومة مدريد كانت تتهم الجزائر عمليا بأنها تحركها موسكو ضدها وليس تغير موقف حكومة بيدرو سانشيز من قضية الصحراء الغربية، في مارس الماضي، والذي أثار غضب الجزائر ودفعها لسحب سفيرها في مدريد.

وأكد بلاني أن “التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس ونائبة رئيس الحكومة نادية كالفينيو، تدمر بشكل قاطع أي إمكانية لتطبيع العلاقات مع حكومة غير موثوقة تمارس الكذب والهروب إلى الأمام”.

وبدت الجزائر منزعجة جداً من التصريحات الإسبانية التي تحدثت عن دور روسي في دفع الجزائر لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسبانيا، وهو ما عكسته برقية وكالة الأنباء الجزائرية الشهر الماضي، التي هاجمت بضراوة وزير الخارجية الإسباني.

اقرأ اكثر

ويوم 08 جوان 2022، أعلنت الجزائر عن تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” وتجميد المعاملات التجارية مع إسبانيا بعد تغيير موقفها بشأن الصحراء الغربية لدعم موقف المغرب.

وأشارت إلى أن “السلطات الإسبانية باشرت حملة لتبرير الموقف الذي تبنته إزاء الصحراء الغربية والذي يتنافى مع التزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية كقوة مديرة للإقليم والتي لا تزال تقع على عاتق مملكة إسبانيا إلى غاية إعلان الأمم المتحدة عن استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية”.

وأعربت مصادر دبلوماسية إسبانية عن أسف مدريد لقرار الجزائر تعليق معاهدة التعاون بين البلدين.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن تعليق الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، ودعاها إلى إعادة النظر في هذا القرار وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.

وأفادت مصادر دبلوماسية إسبانية بأن وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، توجه إلى بروكسل لبحث الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر.

ونقلت وكالة أنباء “إفي” الإسبانية عن هذه المصادر قولها: “يغادر وزير الخارجية​​​.. متوجها إلى بروكسل لبحث الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية للتجارة والاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس”.

وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قد صرح بأن الحكومة الإسبانية تعكف على تحليل العواقب التي أسفر عنها قرار الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة ومنع المؤسسات المصرفية في البلاد من القيام بعمليات الاستيراد والتصدير مع البنوك الإسبانية وأنها تنوي الرد “بحزم”.

وتوترت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا مطلع شهر مارس الماضي على خلفية الموقف الإسباني المستجد من أزمة الصحراء الغربية والذي أثار غضب الجزائر، حيث أظهرت إسبانيا ميلها للطرح المغربي، مما دفع الجزائر لتحميل إسبانيا مسؤولية توتر العلاقات، بسبب ما وصفته بتنصل سياسي وأخلاقي من المسؤوليات التاريخية لإسبانيا بصفتها المستعمر السابق للمنطقة.

كما عبرت الجزائر عن غضبها من تعليق “وُصف بغير المقبول” من قبل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس،والذي يعتبر مساسا بشخص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وكان الرئيس تبون قد طمأن الأسبان حول مصير اتفاقية الغاز، مؤكدا أن الأزمة التي تشهدها العلاقات الرسمية بين البلدين لن تؤثر على إمدادات الجزائر لأسبانيا، في حين أكد في تصريحات لاحقة عدم عودة السفير الجزائري بمدريد بعد سحبه، معتبرا أن وقت عودته لم يحن بعد باعتبار أن معطيات سحبه لازالت قائمة.

وقد غيرت مدريد من موقفها تجاه الأزمة في الصحراء الغربية بعدما كان منسجما مع الطرح الجزائري، الذي يعتبر أن الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة في إفريقيا.

شاهد أيضاً

تطورات جديدة في اكتشافات الغاز في المغرب والمخزن المغربي تحت الصدمة

تطورات جديدة في اكتشافات الغاز في المغرب والمخزن المغربي تحت الصدمة

أخبار بلا حدود- أعلنت الشركة البريطانية “شاريوت” عن تطورات جديدة بخصوص حملة الحفر البري لبئر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *