علي او عمو: عالمُنا يَحكُمُه “قانونُ الغابِ”

علي او عمو: عالمُنا يَحكُمُه "قانونُ الغابِ"
 
  • الأستاذ : علي او عمو.
  • كاتب من المغرب.

أصبح عالَمُنا اليوم يعيش فوضى غير مَسبوقة في تاريخ البشريّة، يسودُ هذا العالم قانون أشبَه بقانون الغاب، الذي يأكُلُ فيه القويُّ الضَّعيف، الضعيف المغلوب على أمره، عالَمٌ فُقِدَت فيه القيَم و الأخلاق الإنسانيّة، التي تُعتبَرُ المِقياسَ و المِعيارَ الذي يُفرِّق بين الإنسان و الحيوان الذي يعيش في فضاء الغابَة، يَتَّخِذ فيه الجَسور الجبّار من الوُحوش ضعاف الحيوانات لُقْمةً سائغةً لها، فضاء الحياة البريّة، الذي لا تحكمُه أيَّة قوانين تحمي الضّعِافَ من وَحيشِها.

عالَم اليوْم، ينتَشِر فيه الفساد الأخلاقي و الإنساني و تَعُمّه الفتَنُ و النزاعات و التوتُّرات و زعزَعة الأركان الأساسيّة للحياة البشريَّة، في غيابِ العدل و المُساواة بين أفراد بني البشر، الذين خُلِقوا من نفسٍ واحِدة و من روح واحدة و جسد واحد، إنّ أفظع جريمةٍ في هذا الفضاء الآدميّ، هو سَفْكُ دماءٍ و إزهاقُ أرواح مُقدَّسةٍ بريئَةٍ لا ذَنبَ لها سوى أنَّها ضعيفَة لا تَقوى على مُجابَهة و مُقارَعة الجبابِرة المُتسلِّطين فاقِدي الرحمة و الرّأفة و عديمي الضّمائر الإنسانيّة التي جُبِل عليها الإنسان و كانت فطرتُه مُنذُ خلقِه و وُجوده على هذه البسيطة.

لقَد عمَد جبابِرة عالَمِ اليوم و بُغاتُه إلى تحقير و تصغير و تقليل من شأن العديد من المُجتمعات البشَريّة الآدميّة و استعبادها و استرقَاقها و إذلالِهما و الاستهانة بها و استباحة دِمائِها و أعراضها، لا لِشيء إلّا لأنّها ليست من جنس هؤلاء المتعجْرِفين و ليست من أعِراقِهم و فصيلتهم.

و لأنّ لون بشرتها و لون عيونها و شعرها مخالِفةٌ لِخِلقة مُجتمعات العُتاةِ، و قيمها تُخالف قيَم مُجتمعات هؤلاء الطُّغاة من المُستَكبِرين في الأرض.

إنّ ما يجري في فلسطين اليوم من إبادة جماعيَّةٍ لبني البشر من نساء و أطفال و شيوخ و شباب في مُقتبَل العمر و تدميرٍ لِحضارة عمرها مئات القرون لَدليل قاطعٌ على وحشيَّة و همَجيَّة أعداء البشريّة و بُغاةِ و جبابِرة هذا العالم، الذين يُكِنّون البغضاء و الضّغينة و الكراهية لِغيرهم من الأجناس البشريّة.

نُسائل هؤلاء الفاسقين السّافلين: هل هناك فرق بين بني آدم؟؟ ألا يستحقُّ الفلسطينيّ الحياة كسائر البشر في العالم؟ هل أُناس الغرب خير و أفضل و أجلّ من المُجتمَع الفلسطينيّ؟.

إن الفوْضى العالميّة التي صَنعها الغرب و أمريكا منذ انتهاء الحربيْن العالميتيْن هي التي تعيش الأمم تبعاتها اليوْم، فبانتهاء الإبادة البشريّة في الحرب الكونيّة الثانيّة، أعطت أمريكا و الغرب لنفسِهما الحقّ في السيطرة على الدول الضعيفة و المُستضعَفة و التحكُّم في أمورها و شؤونِها.

لقد أسّس الطُغاة لمُجتمَع تطغى فيه العنصريّة المَقيتة و اللّاعدالة المُجتمعيّة، أنشاءوا عام ١٩٤٥ مؤسسةً قالوا عنها: إنّها “هيْأَة دوليّة” تضليلاً و خِداعاً و افتراءً و كذِباً، قالوا: إنّ من اختصاص هذه “الهيْأة” مَنع تكرار مآسي الحربيْن السابقتيْن وَضْع حدّ لجميع النزاعات و الخصومات بين الدول و المُجتمعات و العمل على نشر العدالة و المُساواة و الحقوق بين أمم الأرض كيفما كان جنسها و عقيدتها و دينها و لونها.

هيْئَة (الامم المتحدة) التي افتضح أمرها اليوم و ظهرت حقيقتُها، “هيئةٌ” تتفرَّج في مَذابِح يوميّة لِلإنسان الفلسطينيّ البريء الذي تُبيدُه آلة حرب مُؤسسيها، و لا حولَ لها و لا قوّة، لِكوْنِها مُسيَّرةً لا قرار مستقل لها، زِمامُها في يد دول الجبابِرة التي كانت تَدّعي “تمْويهاً” الديمقراطيّة و العدالة و الحرية و الحقوق.

لا غروَ أن نُلاحظ كل المُنظَّمات التابعة لِ(الهيئة) تأخذ طريق الخذلان و التخلّي عن الشعب الفلسطيني الذي قُتِل منه عشرات الآلاف و اُعطِب منه عشرات الآلاف دون أن تُحرّك ساكِنا لإيقاف هذه الجرائم ضدّ الإنسانيّة، و ما عدم تنفيذ قرارات ما يُسمّى (محكمة العدل الدوليّة) إلّا دليل لا غُبار على صوريّة و شكليَّة (الأمم المُتحدة) و المنظمات القضائيّة و الحقوقيّة التابعة لها..

علي او عمو: أين نحنُ من ميثاق الأمم المُتحدة ؟

الأستاذ : علي او عمو – كاتب من المغرب

حقوق النشر :

إذا كنت تعتقد بأنه قد تم نسخ عملك بطريقة تشكل انتهاكاً لحقوق التأليف والنشر، يرجى إتصال بنا عبر نموذج حقوق النشر.

نموذج الإتصال

أية استفسارات أو نقاشات يرجى طرحها أسفله في خانة التعليقات و المناقشات.

شاهد أيضاً

علي او عمو: القضاء على حرَكَة حماس مُخطَّطٌ إسرائيليّ أمريكيّ فاشِل

علي او عمو: القضاء على حرَكَة حماس مُخطَّطٌ إسرائيليّ أمريكيّ فاشِل

أخبار بلا حدود- لقد قامت ديمقراطيّة الولايات المتحدة على أشلاء شعب الهُنود الحُمر الذي أُبيدَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *