التطورات السياسية الإسبانية تهز حزب الاشتراكي وتؤثر على العلاقات الجزائرية

التطورات السياسية الإسبانية تهز حزب الاشتراكي وتؤثر على العلاقات الجزائرية
 

أخبار بلا حدود- تطورات غير متوقعة في المشهد السياسي الإسباني، عصفت بالحزب الاشتراكي الذي يقوده عدو الجزائر الأول، بيدرو سانشيز، تمثلت في خسارته الانتخابات المحلية والإقليمية، وهو الأمر الذي عجل بتسبيق موعد الانتخابات التشريعية إلى 23 جويلية المقبل، بدل العاشر من شهر ديسمبر، كما كان متوقعا.

وباتت خسارة بيدرو سانشيز الانتخابات التشريعية المرتقبة على بعد أقل من شهرين، ومن ثم مغادرته قصر الحكومة (مونكلوا)، أمرا مرجحا لدى الكثير من المراقبين، في ظل تراجع شعبية الحزب الاشتراكي لدى الناخبين الإسبان، انطلاقا من نتائج الانتخابات المحلية والإقليمية، التي جرت الأحد 28 ماي 2023 وخسرها.

وشهدت العلاقات الجزائرية الإسبانية في عهد بيدرو سانشيز قطيعة غير مسبوقة، تسبب فيها “انحراف” الموقف الإسباني من القضية الصحراوية، بدعم أطروحة الحكم الذاتي التي تقدم بها نظام المخزن المغربي، وكان من نتائج هذا الموقف تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار الموقعة في العام 2002، من الجانب الجزائري، الذي اعتبر ما بدر من جانب الحكومة الإسبانية، موقفا غير ودي كما جاء على لسان الرئيس عبد المجيد تبون.

وحصل الحزب الشعبي اليميني المعروف بعلاقاته المتميزة مع الجزائر، على غالبية المجالس المنتخبة متقدما على غريمه الحزب الاشتراكي بعد فرز غالبية الأصوات، وهو مؤشر قوي على احتمال تكرار هذا السيناريو خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، ما يعني خروج الحزب الحاكم من السلطة وتحوله إلى المعارضة.
لكن ماذا تعني هذه النتائج بالنسبة لمستقبل العلاقات الجزائرية الإسبانية، التي توجد في قطيعة منذ أكثر من سنة؟ وهل وصول الحزب الشعبي المعارض إلى مقاليد الحكم سيغير من واقع العلاقات بين الجزائر ومدريد؟

يرى المحلل السياسي المقيم في إسبانيا، محمد بشير لحسن، أن الانتخابات التشريعية المقبلة ستكون مشابهة للمحلية، وهذا يعني تحول حزب بيدرو سانشيز إلى المعارضة بعد نحو خمس سنوات من الحكم، وأن اليمين التقليدي بزعامة ألبيرتو نونيث فيخو، سيحل محله بالتحالف مع حزب “بوكس” اليميني المتطرف.

ومن شأن هذا التطور اللافت، يقول محمد بشير لحسن، أن يقود إلى تهدئة العلاقات الجزائرية الإسبانية التي تعاني من أزمة دبلوماسية منذ ربيع العام المنصرم، تسبب فيها رئيس الحكومة الحالية، بيدرو سانشيز، الذي وضع كل بيضة في سلة النظام المغربي، على حساب العلاقات الجيدة التي كانت تطبع محور الجزائر مدريد منذ سنوات عديدة.

وكانت الجزائر قد رفضت أي تقارب أو حوار مع رئيس الحكومة الإسبانية الحالي، وعلقت أي حوار مع مدريد إلى غاية وصول سياسي آخر إلى قصر “مونكلوا”، ما يعني أن فوز ألبيرتو نونيث فيخو، سيمهد الطريق أمام عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية، إذا ما قرر الجانب الإسباني مراجعة موقف الحكومة الحالية من القضية الصحراوية، بما يتماشى والقانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد، يعتقد محمد بشير لحسن، أن الجانب الإسباني سيبلور موقفه المستقبلي في حال سقطت حكومة سانشيز كما هو متوقع، انطلاقا من الشروط التي وضعتها الجزائر لإعادة بعث العلاقات الثنائية، وانطلاقا من موقف يبدو جاهزا وهو الإقلاع عن دعم مخطط الحكم الذاتي، والإعلان عن دعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، وهو المطلب الذي تضعه الجزائر مقابل أي تقارب مع مدريد.

وتوقع المحلل السياسي الإسباني أن يتراجع الموقف الإسباني خطوات إلى الوراء، وذلك بإسقاط الحديث عن دعم مخطط الحكم الذاتي من القاموس الدبلوماسي، وهو المعطى الذي بدأه رئيس الحكومة الحالية بيدرو سانشيز، في سبتمبر الماضي من على منبر الأمم المتحدة، في مساعيه الرامية إلى تهدئة الأجواء مع الجزائر، غير أن تلك المبادرة التي أعقبت الإقرار بأنه “يحلم بزيارة الجزائر”، في تصريحه الشهير من برلين بحضور المستشار الألماني، أولاف شولتتس، لم تلق تجاوبا من قبل المسؤولين الجزائريين.

المخزن المغربي يتجنب الواقع ويشتت الجهود في قضية الصحراء الغربية

المصدر: محمد مسلم – مسؤول الملف السياسي بجريدة الشروق

شاهد أيضاً

ارتفاع رسوم تأشيرة شنغن لمواطني هذه الدولة تحليل وتوقعات

زيادة رسوم تأشيرة شنغن للمواطنين من هذا البلد

من الممكن أن تزيد نفقات طلبات الحصول على تأشيرة شنغن للمواطنين التونسيين قريبًا بنسبة 12.5 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *