بوجمعة غشير : الكل يعتقد أنها من شلة بوتفليقة لكن الواقع غير ذلك

قال محامي وزيرة الثقافة السابقة، خليدة تومي، القابعة في السجن منذ سنتين، إن موكلته لا تشتكي من سوء المعاملة، ولا من التضييق، لكن لكونها مناضلة ومهتمة بالشأن العام فإنها تعاني من العزلة.

وأوضح المحامي بوجمعة غشير، في تصريح لموقع الشرق الأوسط، أن تومي تشعر بالعزلة لعدم قدرتها على متابعة ما يجري خارج أسوار السجن، خصوصاً في هذا الظرف الذي تعيشه الجزائر.

وأكد غشير، أن الوزيرة السابقة مستسلمة لمصيرها، خصوصاً أنها مقتنعة ببراءتها، غير أنها تحمل هم أمها المريضة، والبنات الثلاث اليتيمات اللاتي تشرف على تربيتهن.

للإشارة، فإن دفاع خليدة تومي يطالب بتنظيم محاكمة لها في أقرب وقت، بحجة أن سجنها الاحتياطي دام طويلاً، وقال المحامي ذاته في هذا الصدد “بكل أسف لم يتم الاستماع إليها في الموضوع، ولم يجر التحقيق معها رغم طول المدة”.

وأوضح المتحدث نفسه، أن يوميات خليدة في السجن “كيوميات غيرها من السجينات، مع الفارق أنها تقرأ كثيراً، لكن لا تجد من تقاسمه ما تقرأه ومناقشته”.

وحسب قول المحامي، فقد “طالت مدة حبسها بحجة انتظار تقارير خبرة، تقوم بها المفتشية العامة للمالية (جهاز حكومي للرقابة على المال العام)، وطبعاً كل التقارير التي قدمت للسيد قاضي التحقيق، ليس فيها ما يدين السيدة خليدة تومي”.

في السياق ذاته، قال غشير، “إن الكل يعتقد أن خليدة تومي من شلة الرئيس بوتفليقة، لكن الواقع غير ذلك، فدخول خليدة للحكومة كان نتيجة نوع من التفاوض السياسي واتفاق رضائي بين الطرفين، وهو الاتفاق الذي رأت فيه السيدة تومي أنه يمكّنها من أن تلعب دورا مهما في التغيير الديمقراطي، الذي ناضلت من أجله منذ ثمانينيات القرن الماضي”.

وأكد المحامي، أن تومي “بمجرد أن لاحظت أن هناك تراجعاً عن بعض ما تم الاتفاق عليه قدمت استقالتها، لكن الرئيس لم يجب على طلب الاستقالة إلّا سنة 2014.

وقال غشير في هذا الصدد، “حقيقة الأمر أن خليدة تومي ضحية عوامل مرتبطة بمسارها النضالي والسياسي، وضحية الظرف الذي عاشته الجزائر بعد استقالة الرئيس بوتفليقة، وضحية النظرة الخاطئة للبعض تجاهها”.

وأضاف المتحدث ذاته، “لكن الأكيد أنها مناضلة سياسية حرة ووطنية، ومثقفة قدمت الكثير للثقافة والفعل الثقافي بشهادة الأغلبية الساحقة من المثقفين، الذين يشهدون لها بالمتابعة الدقيقة لطريقة تنظيم الأحداث الثقافية، التي سجنت بسببها”.