أخبار بلا حدود الاخبار على مدار الساعة
- ضربة جزاء أضاعت حلم قارة
لا أحدث عن كيف جاءت ضربة الجزاء لأنني خصصت لها مقالا اصف فيه الواقعة.
تقدم جيان والتسجيل كان يعني المرور إلى المربع الثاني في سابقة في تاريخ الكرة الأفريقية.
سكان القارة السمراء كلهم كانوا معنيين بتلك الدقيقة وأظنها المرة الأولى التي توحدت فيها تلك القارة.
أصبحت لغة الهتاف واحدة وهي التمني بأن يضع جيان الكرة في مرمى موسليرا ويطير بأحلام الأفارقة إلى الإنجاز الحلم.
الكل يترقب في صمت مهول اللحظة الصفر ، لحظة هي بداية التأريخ لإندلاع ثورة كرة القدم في قارة بأكملها أبت إلا أن تقف خلف أولادها.
جيان يقترب وضغط الدم يرتفع في كل خطوة يخطوها الغزال الأسمر جيان.
الكل وضع ثقته فيه سواء من اللاعبين أو الكاد التدريبي أو ساكنة الماما افريكا في كل ربوعها الشاسعة.
كانت مجرد ثواني ولكنها طالت كقصة الغريب الحبيب الذي يوصف في غراميات الفن في العالم العربي.
زاد التوتر ومعه ارتفع ضغط السكر وكل ما يرمز للقلق والتعب والاعياء.
كانت لحظات صعبة في كل ثناياها و لا احد يمكن أن يصدق أن ضربة جزاء قد يكون لها كل هذا المفعول.
جيان يسدد وفي ذهول شديد ترجم كل معاني الصدمة بكل اللغات واللهجات المحلية في القارة الممتدة الطول والضاربة في العرض.
الكرة تصطدم بالعارضة ومعها احلام كل شعوب افريقية ، للتبخر وتمتزج بهواء جنوب افريقيا ناهيك عن دموع الحسرة التي وصلت إلى ملايين المكعبات.
واللقاء يمتد بعدها إلى ضربات الجزاء وتفشل غانا في الفوز في ليلة درامية هي فصول من التراجيدية البابلية.
مفعول تلك اللحظة زاد عن حده وانقلب الى ضده كما كان يردد على مسامعنا لسنوات.
واعاد إلى الاذهان في صورة غير واضحة المعالم قصة باجيو التي مازالت تعاد إلى الأذهان كل مرة وقد كتب في مدخل الفاتيكان يغفر الله للجميع الا لروبيرتو باجيو.
وقد كتب بعد ذلك أن باجيو مات واقفا وارى أن جيان شرب من نفس كأس الموت يومها ولربما كتب في قلوب الأفارقة والغانيين على حد سواء ما كتب في مدخل الفاتيكان.
قصة تذكرتها بمجرد أن أوقعت القرعة غانا واورغواي في نفس المجموعة في لقاء سيكون بقالب ثأري بحت.
وقد شاع في الأيام القليلة الماضية أن جيان يريد أن يعود إلى اللعب من أجل المشاركة في المونديال بغية تصفية حساباته العالقة أمام القادمين من مونتيفيديو ويكفر عن خطئه ذاك.
